تطور الحضارة الكلتية تطلق لفظة "لاتين" على هذه الحقبة من حضارة الكلتيين المبتدئة حوالي 500 ق.م , والتي تعتبر فترة اهم انجازاتهم .على غرار تسمية هالشتات التي اطلقت على المرحلة الاولى الممتدة من حوالي 700 حتى 500 ق.م , جاء اسم لاتين من من اسم موقع اثري هام . فقد عثر في القرن التاسع عشر على عدة اشكال هن القرابين الدينية (8) في لاتين على شواطئ بحيرة نوشاتيل بسويسرا , وتدل هذه المكتشفات , مثلها في ذلك مثل التي وجدت في هالشتات , على التغييرات التي طرأت على ادوات الكلتيين وطريقة عيشهم . وكما جرى لكلتيي حضارة هالشتات , تطور نمط حياة حياة هؤلاء الكلتيين الجدد , في معظم انحاء اوروبا , بسرعة هائلة . كان الكلتيون ارستقراطيين جدا في نظامهم الاجتماعي , فقد كان النظام الملكي شائعا بيم قبائلهم , وكانت تأتي بعد الطبقة المالكة الطبقة الارستقراطية المحاربة , ثم طبقة المزارعين الاحرار . كانت لدى الكلتيين ديانة متطورة جدا ( 2,4) يهيمن عليها كهنوت قوي مؤلف من رجال الدرويد الذين كانوا يشكلون طبقة هامة . كانت هناك ايضا طبقة العبيد . تعود الكلتيون استخدام عربة حربية خفيفة ذات عجلتين , يجرها مهران صغيران . وبلغت مهارة حرفييهم الفنية في صناعة المعادن ( وكانت عالية دوما ) مستويات جديدة من التقدم . في الوقت نفسه, حدثت ثورة في اسلوبهم الفني . فقد دمجوا انماط الاورنفيلد وهالشتات القديمة بفن الكيثيين الحيواني البديع , وبالتزيينات اليونانية النباتية , وييعض العناصر من انماط فنية نشأت في اصقاع ابعد الي الشرق , فنتج عن هذا المزيج فن مبتكر رائع يتصف بالدقة والغموض ويمتلئ بالدلالات السحرية . ابتداء من عام 500 ق.م , انتشر هذا الوجه الجديد من الحضارة الكلتية بسرعة , ومع حلول عام 300 ق.م اصبح هو الفن السائد , من بحر البلطيق حتى المتوسط , ومن البحر الاسود حتى الاطلسي . المجتمع الكلتي والحروب لم يضع الكلتيون الاوائل وثائق مكتوبة . بل حفظوا تاريخهم شفويا . مع ذلك . يوجد لدينا , خلافا لحضارة الهالشتات الباكرة , وثائق كافية عن حضارة لاتين . فالكثير من معلوماتنا عن حياة الكلتيين اليومية مستمدة من مؤلفين يونانيين ورومانيين معاصرين . كان الكلتيون حسب روايتهم يتصفون بطول القامة وقوة العضلات ولون البشرة الفاتح , وهي صفات تعزى اكثر ما تعزى الى الطبقة المحاربة وتبلغ ذروتها في الرماحين , وهم طبقة عالية التخصص من المحاربين الكلتيين . كانت الحرب جزء اساسيا من الحياة الكلتية , ولما كان الكلتيون مسلحين باسلحة حديدية فعالة جدا , فقد استطاعوا اجتياح اوروبا الوسطى في القرنين الرابع والثالث ق.م والتغلب على جيرانهم الاترسكيين في حوالي 400 ق.م , وتدمير روما عام 390 ق.م ونهب معبد دلفي عام 279 ق.م . لكن الكلتيين لم يكونوا محاربين وحسب , بل بلغوا مستوى عالي من الحضارة المادية , واستغلوا مهارتهم في صناعة الحديد كوسيلة لاستغلال ارض جديدة , وتطوير الزراعة .كان اقتصادهم مبنيا على الزراعة المختلطة , اي زراعة الحبوب والخضار , وتربية المواشي , وعلى التجارة . هذان الجانبان من حياة الكلتيين , اي حرب التوسع والاستيطان الداخلي يظهران بوضوح في قلاع التلال التي تشاهد بقاياها مبعثرة في جميع انحاء اوروبا . بنيت هذه القلاع اصلا عل رؤوس التلال للدفاع فقط , الا انها كانت تختلف اختلافا كبيرا , من حيث الحجم , وقد تطور بعضها الى مدن رئيسية . من هذه القلاع تلك المسماة " اوبيديوم " الواقعة في بيبراكيت بالقرب من اوتون في فرنسا , والتي كانت تشغل مساحة تزيد على 130 هكتار وتشمل بيوت سكن وشوارع وربما دكاكين . نشوء الامبراطورية الرومانية كان بروز نجم روما . وهي مدينة صغيرة على ضفة التيبر , وتطورها الى مدينة منظمة عظيمة , وتمكنها عام 225 ق.م من قهر الكلتيين في تيلامون بايطاليا بعد قتال مرير , حدثا تاريخيا مهما . فهي ما لبثت على اثره ان اتخذت الخطوة الئيسية نحو اخضاع الكلتيين نهائيا . لكن حتى بعد هذا الخضوع التام , استمرت التقاليد واللغة الكلتية فاعلة في المجتمع الروماني , بعد ان اتخذت اشكالا تتفق مع حاجات المؤسسات الرومانية . لم تسلم من السيطرة الرومانية في الجزر البريطانية سوى ايرلندا , وجزء كبير من اسكتلندا . دامت الامبراطورية الرومانية حتى القرن الخامس الميلادي , لكنها منذ القرن الثالث اخذت تتعرض لخطر غزو "البرابرة" ذوي القوة المتزايدة . من شرقي نهر الراين والسهوب الشرقية للقارة الاوروبية , هم الذين حطموا في نهاية الامر الامبراطورية الرومانية . | (2) كان الاعتقاد سائدا في بريطانيا بان الديك (ا) يدفع الشر بصياحه . وان اكله يجلب النحس . تدل القرون الثلاثة الغريبة المزينة لرأس الثور (ب) على صفات الثور الفائقة للطبيعة , وذلك بسبب الدلالات السحرية للعدد 3 . (3) يرقى الاعتقاد "باصابة العين " الى المعتقدات الكلتية العريقة في القدم , فهذه العين المرسومة على تمثال حجري لخنزير معبود تعود الى حوالي القرن الاول ق.م . (4) المعبود سيرونونوس " ذو القرنين " سيد الحيوانات البرية , وقد زينت به احدى لوحات المرجل الفضي النذري الذي عثر عليه في الدنمرك . وهو يعتمر قرني وعل . (5) ابريق من البرونز وجد في باس يوتز باللورين , وقد رصع بالمرجان . تكشف الحيوانات الشبيهة بالذئاب التي تشكل المقبض , وتظهر على الغطاء , عن العلاقة بين هذه الانية , والانية المشابهة لها في العصر البرونزي . (6) تمثال برونزي لشخ من بلاد الغال ( فرنسا ) , في حالة النزع الاخير , اكتشف في احد حصون التلال في اليزيا عند اليز سانت رين , حيث وقف فرسانجيروتكس الزعيم الكلتي الشاب , قائد جميع الاحلاف الغالية , وقفته الكبرى الاخيرة , في وجه يوليوس قيصر عام 52 ق.م . استطاع هذا البطل الغالي , لفترة من الزمن , صد قيصر وتكبيده خسائر فادحة , ولكنه غلب على امره بعد معركة مريرة اخيرة استسلم فيها لانقاذ مواطنيه . (7) لاتين موقع اثري في سويسرا يطلق اسمه على تلك الحقبة من التاريخ الكلتي في اوروبا التي امتدت من 500 ق.م حتى فترة التوسع الروماني خلال القرنين الثاني والاول ق.م . وكما يتبين من الخريطة فقد كان الكلتيون مع حلول عام 270 ق.م تقريبا قد هاجروا الى فرنسا وشبه الجزيرة الايبيرية وبعض انحاء الجزر البريطانية , والى حد ما الى اوروبا الوسطى . الا انهم منذ ذلك التاريخ اخذوا يتراجعون امام روما , ومع انتصاف القرن الاول ق.م كان الامر قد استتب لروما نهائيا . (8) طوق حديدي نذري ( عقد او سوار ) ملبس بالفضة يزن حوالي 6 كجم , طرفاه مزينان برأس ثور ولكل منهما قلادة خاصة . ولما كان اثقل من ان يرتديه انسان , فالارجح انه كان يغلق على صنم من الحجر او الخشب , وقد وجد في ناحية فورتنبيرج بالمانيا . (9) كانت المرايا البرونزية المزينة من اشكال الفن الكلتي الرائعة . هذا النموذج المأخوذ من قبر امرأة في احدى نواحي انجلترا يعود الى ما قبل العهد المسيحي |
الخميس، 13 أكتوبر 2016
الكلتيون
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)









ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق