العبيد والرومان في قاعدة الهرم الاجتماعي كانت تقع طبقة العبيد , فالنظام المستقر للحياة الرومانية كان يتوقف على كدح العبيد , الذين كانوا يشكلون ما قد يصل الى نصف سكان اية مدينة طيلة العصر الجمهوري . كان على العبد ان يخضع لسلطة سيده المطلقة . اثناء الحقبة الامبراطورية , تحسنت معاملة العبيد بعض التحسن , اذ منحوا بعض الحماية ضد الاسياد القساة . لكن التطور الاكثر اهمية هو ان العبيد اصبحوا يستطيعون التطلع بمزيد من الثقة نحو اعتاقهم النهائي , واصبح عدد من العبيد المعتقين اغنياء ومتنفذين جدا فيما بعد , واصبح ابناؤهم مواطنين رومانيين كاملين . كانت حياة العبيد تختلف اختلافا عظيما لا سيما بين القرية والمدينة . ففي القرى , كان من المحتمل ان يعملوا ساعات طوال في القيام باشغال مرهقة في المزارع او الاقطاعات او الحقول او المطاحن , بينما كان يمكن لاقرانهم في المدن ان يحظوا بمعاملة حسنة نسبيا . التربية واعداد المهنة ربما يكون لابن اسرة غنية من الطبقة العليا طموح سياسي , لكنه كان يبدأ عادة بالتدريب على المحاماة , فيصبح اما محاميا امام المحاكم او مستشارا قانونيا , لم تكن بقية المهن تعتبر جديرة بالاحترام فعلا . ففي اكثر فترات الجمهورية , كان معظم الاطباء والمهندسين واطباء الاسنان عبيدا او عتقاء . كما كان الكتاب لا يتوقعون كسب الكثير من المال من كتاباتهم , الا اذا استطاعوا الاعتماد على غني يشجعهم ويحميهم , كما شجع مايسيناس الشاعر فرجيل . الا ان معظم الرومان لم يكونوا اغنياء او متنفذين . ومع ان العمل اليدوي كان يعتبر غير لائق بالمواطن , فقد كافحوا لكسب عيشهم , كخبازين واصحاب حوانيت ومهنيين من كل نوع , واستخدموا في الغالب عبدا او عبدين لمساعدتهم . كان بعض الشبان يلتحقوت بالجيش الذي اصبح , بعد اصلاحات القنصل ماريوس في اواخر القرن الثاني ق.م , جيشا محترفا مؤلفا من متطوعين , كانوا يحصلون على اقطاع صغير عند تقاعدهم . كان معظم اولاد المواطنين الرومان يتلقون قسطا من التربية الرسمية , مع ان الذكور فقط كانوا يأملون بالاستمرار الى ما وراء المرحلة الابتدائية . في ظل الامبراطورية , كان قسم من التعليم متوفرا بالمجان للطلاب الفقراء , فيما كان الاباء يدفعون قسطا زهيدا على العموم . كان الاولاد بين السابعة والثانية عشر يتعلمون المبادئ العامة للقراءة والكتابة والحساب على يد كاتب محترف ( اديب ) . بعدئذ كانوا يستطيعون , اذا ارادوا , الدراسة على يد نحوي يعلمهم الادب اليوناني واللاتيني , كما يتلقون مبادئ الهندسة والحساب المتقدم . المرحلة الثالثة من التعليم كانت على يد خطيب يعلمهم مبادئ الخطابة العامة , وهب مهارة كانت ضرورية للنجاح في السياسة والمحاكم . واخيرا كان بوسع الطلاب الاغنياء ذوي الطموح ان يتقدموا حتى المستوى المعادل للجامعة , فكانوا يدرسوت القانون عند محام معروف او في مدرسة الحقوق , او الخطابة والفلسفة اليونانيتين . مما كان يقتضي ملازمة احد مراكز العلم اليونانية الكبرى , وكانت اشهرها انذاك اثينا ورودس . الالعاب الرياضية للمحترفين والمتفرجين كانت الالعاب الرياضية عند الرومان تصنف في نوعين : العاب للمتفرجين , والعاب للمحترفين . من النوع الاول كانت المهرجانات العامة التي تقام في المدرجات , وهي التي وصفها الكاتب الساخر جوفينال " بالخبز والسيرك " . كانت هذه الالعاب تشمل الحفلات الموسيقية والقاء القصائد وتمثيل المسرحيات ببذخ غير عادي احيانا . الا ان ما كان يجذب الجماهير هو مباريات المصارعة التي كان المجالدون يتصارعون فيها بعضهم مع بعض , او مع السباع حتى الموت , وسباق المركبات المثير والمحفوف بالاخطار . لم يعط الرومان التمارين البدنية الاهمية التي اعطاها اياها اليونان , الا ان عددا من شباب الطبقات العليا كانوا فرسانا وصيادين متحمسين , كما كان كثير منهم يجد متعة في الملاكمة والمصارعة . وكان ثمة عدد من العاب الكرة , ما زالت تفاصيلها حتى الان غامضة الى حد ما , اما الاطفال فكانوا يمارسون عددا من الالعاب التي مارسها الاولاد في جميع العصور . |
(2) احتفظ عدد من المنازل في هركولانيوم بطابقه الثاني فالبيت الظاهر هنا , وهو منزل الكراتيكيو , لا يزال يحتوي على اسرته الاصلية في غرفتين علويتين , فضلا عن سائر الاثاث . وكان كما يتضح هنا , يقسم الى عدة شقق صغيرة , كان من المألوف في العصور الامبراطورية , مشاهدة مجموعات عديدة من الشقق المبنية في الغالب بنء رخيصا .
(4) كان منزل ميناندر في بومبيي فيلا ريفية اكثر مما كان منزلا مدنيا . كانت غرفة الاستقبال الرئيسية , في وسط الفيلات الرومانية , تعرف بالاتريوم , وهي تحتوي على قسط رائع من الاجر والمرمر والرسوم الجدارية . وفي وسط صحن البيت كانت بركة الماء التي يهطل المطر فيها وتدعى " امبلوفيوم " (5) بعد خفريات مضنية تم الكشف عن طريقة العيش في هركولانيوم , وهي بلدة تقع بين نابولي وبومبيي , كان انفجار بركان فيزوف عام 79 م قد غطاها بطبقة من الوحل الذي حفظ قسما كبيرا من المدينة الاصلية , تبين الفسيفساء هنا رجلا وامرأة تخدمهما امة . (6) وجد هذا الرسم النافر على حجر رملي في بلاد الغال , وهو يمثل مدرسة , المعلم يجلس بين تلميذيه , وهما يفتحان درجيهما استعدادا للدرس , كان النظام التربوي قاسيا والعقوبة الجسدية شائعة . وكان يرافق ابناء الاسرة الغنية الى المدرسة عبد يخص الاسرة او عتيق يعرف بمرافق الطفل , وكان احيانا مدرسا ايضا , كان الاولاد يرتدون معاطف دافئة واحذية سميكة لتحميهم من قسوة المناخ الشمالي . (7) كان اصحاب الحوانيت الرومان يعملون ساعات طويلة في اليوم . وكانوا يجلبون منتجاتهم الى المدينة ليلا ,ليتجنبوا ازدحام السير نهارا يشمل هذا النحت النافر لدكان خضار في اوستيا صورا لخضار شتى . (8) يبدو ان عملية الخبز كانت تتم في المنازل , حتى القرن الثاني ق .م , وكان العبيد يديرون رحى الطواحين , بمساعدة الحمير . جرى اكتشاف مخبز كهذا الظاهر في الصورة في بومبيي , وكان هذا الفرن يحوي عددا من الارغفة ما زالت على حالها , يزن كل منها حوالي 900 غرام . ( 9) هذا الدكان الخاص ببيع الدجاج كان يوجد في اوستيا , التي كانت قديما ميناء روما . كان شيشرون يعتبر ادارة الحوانيت ادنى الاعمال على لائحة الوظائف التي تناسب اصحاب الذوق الحسن . لكنها افضل من الرقص . |
السبت، 12 نوفمبر 2016
الحياة الرومانية
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق