النزعات السياسية كان ماريوس زعيم الحزب الشعبي ( البليبي ) المعارض لاي سلطة ينتحلها اعتباطيا مجلس الشيوخ . وفي عام 108 ق.م , انتخب قتصلا للمرة الاولى ( انتخب فيما بعد لهذا المنصب 6 مرات اخرى ) . كان قائدا عسكريا لامعا , لكنه لم يثبت مهارة مماثلة في عمله السياسي , لذلك تضاءل نفوذه . وفي عام 90 ق.م , قام زعيم شعبي اخر هو دروسوس وبعث من جديد , المطالبة بمنح حق المواطنة لجميع الايطاليين . لكن مصرعه عجل في " اندلاع الحرب الاجتماعية " التي ارهق روما فيها انتفاض حليفاتها عليها , ولم تنتصر الا بعد تلبية معظم مطالب تلك الحليفات . سببت هذه الحرب للقضية الشعبية بعض الفوضى . وعندما ثار معظم القسم الشرقي , من الامبراطورية , بزعامة ميثريداتيس ( 133 ؟ -63 ق.م ) ملك بونتوس (3) . اسندت قيادة حملة القمع الى الاستقراطي سولا ( 138 - 78 ق.م ) (4) لكن الحزب الشعبي اسند القيادة لماريوس , فزحف سولا فورا على روما , واكره ماريوس على الهرب . بعد ان اتخذ ماريوس اجراءات عديدة ضد خصومه , توجه نحو الشرق . حينئذ عاد ماريوس الى روما , وشرع بحملة دموية للفتك بخصومه السياسيين . عاد سولا الى ايطاليا من الشرق عام 83 ق.م , شاقا طريقه الى روما بمساعدة قائدين قويين هما بومبي ( 106 - 48 ق.م ) وكراسوس ( 115 - 53 ق.م ) , وبدأ عهد من الارهاب , ففتك باعدائه ونصب نفسه دكتاتورا . حد سولا بشكل جذري من سلطات ممثلي الشعب والقناصل , وزاد في سلطات مجلس الشيوخ . ولكن على اثر استقالته في عام 79 ق.م ظهر عجز مجلس الشيوخ عن استعمال سلطاته , بصورة فعالة . فانتشر الفساد , لا سيما في المقاطعات . وفي اسبانيا , خاض بومبي حملة طويلة ضد سيرتيريوس , احد مؤيدي ماريوس . في هذه الاثناء قاد سبارتاكوس ( توفي عام 71 ق.م ) ثورة العبيد . وبث الرعب في جنوب ايطاليا لمدة سنتين . وحد بومبي وكراكوس صفوفهما ليظفرا بالسيطرة على روما , وفازا بانتخاب غير قانوني بمنصبي القنصلين عام 70 ق.م , وسرعان ما ابطلا تشريعات سولا المؤيدة لمجلس الشيوخ , ورفعا رايتهما الى جانب الحزب الشعبي . الحكومة " الثلاثية " الاولى ( التريومفيرا ) لدى عودة بومبي الى روما , لقي استقبالا فاترا من مجلس الشيوخ , فانضم الى كراسوس ويوليوس قيصر (5) الذي كان قد عاد من اسبانيا , حيث كان حاكما , والفوا جميعا الحكومة الثلاثية الاولى . واسندت الى يوليوس قيصر , بعد توليه منصب قنصل لمدة سنة في 59 ق.م , قيادة بلاد الغال لخمس سنوات . في عام 55 ق.م كان بومبي وكراسوس قنصلين , بينما حصل قيصر على تمديد قيادته لمدة خمس سنوات اخرى . اختفى كراسوس عن المسرح , اذ انتهت حملة سيئة التخطيط , شنها على بارثيا بمقتله في معركة كاراي . حصل بومبي على اسبانيا كمقاطعة له , لكنه فضل ان يبقى في روما , ليدبر المؤامرات مع اتباعه , ضد قيصر , الذي كانت خملاته الناجحة في بلاد الغال (9,11) مصدر قلق له . وبعد ان اتم قيصر احتياح بلاد الغال بكاملها , وقام بهجومين استكشافيين على بريطانيا , اصبح مستعدا للعودة الى روما على رأس فيالقه المخلصة . بعد محاولات فاشلة لتحقيق تسوية او مصالحة بين الطرفين , اصدر مجلس الشيوخ امرا لقيصر عام 49 ق.م يتسريح جيشه . فاسرع هذا الى اجتياز الريبيكون , وهو النهر الفاصل بين مقاطعته وايطاليا , وزحف على روما , وهكذا القى بايطاليا في لجة حرب اهلية , هرع بومبي الى اليونان على امل تعبئة موارد الشرق ضد قيصر , لكن هذا قام بسحق القوات الموالية لبومبي في اسبانيا , ودحر بومبي نفسه في فارسالوس بتساليا عام 48 ق.م , ثم طارده الى مصر , حيث لاقى مصرعه . هناك بدأ قيصر مغامرته المعروفة مع الملكة المصرية كليوباترا السابعة ( 69 - 30 ق.م ) (10) , فاخر بذلك عودته الى روما , لكنه استطاع في مد\ى سنتين , ان يحكم السيطرة الرومانية على افريقيا . واخيرا وطد سلطته بشكل تام , بقمع ثورة قام بها ابناء بومبي في اسبانيا . نهاية الجمهورية كان مصدر سلطة قيصر الرئيسي منصب الدكتاتور الذي تولاه مرتين , قبل ان يتقلده لمدة عشر سنوات في علم 47 ق.م . حشد قيصر انصاره في مجلس الشيوخ وعين بنفسه بعض القضاة . ومع انه انكر اي طمع بالملكية . فقد قبل اخر الامر منصب الدكتاتور لمدى الحياة . دبر بروتوس ( 85 - 42 ق.م ) وكاسيوس ( توفي 42 ق.م ) مؤامرة واغتالا قيصر , في احد اجتماعات مجلس الشيوخ في 15 مارس علم 44 ق.م املا بانقاذ الجمهورية , لكن هذه كانت قد ضعفت الى درجة اليأس . | (7) كانت ادوات الجندي العادية , في العهد الخمهوري المتأخر , تتألف من سيف قصير وترس . (8) كان برج الحصار الروماني يقسم الى عدة طبقات , ويبلغ ارتفاعه حوالي 55 مترا , كان يجر بالحبال والجرارات الى المكان المطلوب , عبر طريق مهدت لهذه الغاية . كان الرماة يرشقون المدافعين بسهامهم , ويقصفون قاعدة السور بالمنجانيق .
(10) كانت كليوباترا ملكة مصر عشيقة قيصر ثم انطونيوس . حملت ابنا لقيصر وتبعته الى روما , وبعد وفاته عادت الى مصر وتزوجت مرقس انطونيوس عام 37 ق.م .
(11) قوس النصر في اورانج بفرنسا هو ثالث اضخم قوس روماني ما زال قائما . وهو يخلد ذكرى انتصارات قيصر في بلاد الغال . كما تخلد ذكرى فتح مرفأ مرسيليا رسوم المراسي ومقدمات السفن والحبال . |
الثلاثاء، 15 نوفمبر 2016
من الحروب الاهلية الى قيصر
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق